التاريخ:
26 يوليو 2011
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أعرف أن هناك تطبيقات متطورة بوسعها أن تنقّب في حقول
الـ«فيسبوك» والـ«يوتيوب»، كل ثانية، وتخرج بما طلب منها البحث عنه. تلك
تطبيقات «الفلترة» التي تستخدمها الدول من أجل رصد النشاطات «المشبوهة» على
شبكات الإعلام الاجتماعي، وهي ذاتها التي تستخدمها الشركات من أجل الوصول
إلى الأهداف الإعلانية بطريقة مباشرة وفعالة.
أجهزة «الفلترة» تلك هي المسؤولة عن العبارة التي قد تطالعك على
«يوتيوب» أحياناً، وتقول إن «الفيديو الذي كنت بصدد مشاهدته لم يعد
متوافراً»، وهي المسؤولة عن تلك الرسالة المقتصدة التي تطالعك بحروف نحيلة
مع خلفية رمادية، معنونة بـ ERROR على صفحة «ويب» لم تعد في مكانها.
وقد تبادر إدارة «فيسبوك»، على سبيل المثال، إلى حجب عدد من الصفحات،
ورمي أعضائها من ذوي الـ«لايك» أو المشاركات الأوسع، في بحر الضباب
الافتراضي، رضوخاً لضغوطات اللوبي الإسرائيلي، الذي يتهم صفحات تحيي روح
الانتفاضة وتذكّر بمأساة النكبة والتهجير والتشريد بـ «معاداة السامية».
ولا ينكرنّ أحد الخدمة المهمة التي قدمتها تلك المواقع، ولا تزال، لشباب
العالم العربي الغاضبين، الراغبين بالتغيير، بعدما تمنعت الساحات المعسكرة
عن احتضانهم، فنكل بهم وخطفوا فيها، إلى أن دخلوها منتصرين من بوابات
النت، ولكن هذه الشبكات هي، من جانب آخر، بيئة خصبة لكل أنواع الفكر
العنصري المعادي للعرب والإسلام وقضايانا.
وعادة، لا تلجأ الشركات الناظمة لتلك المواقع إلى التدخل في حجب الصفحات العنصرية، كونها «غير معادية للسامية»!
وربما، من هذا المنطلق، لم يلقن أحد أجهزة التنقيب «اليوتيوبية» بلاقطات
لعبارات «طرد المسلمين»، «وباء العرب».. وغيرها من تلك التي ظهرت في شريط
فيديو بثّه مجرم مختل في النرويج، على «يوتيوب»، قبل ساعات من ارتكابه
تفجيرات أوسلو، التي أودت بحياة 97 شخصاً بريئاً كان جلهم يحتفل في خيمته
الملونة بقدوم الصيف.
لماذا لم تتحرك أجهزة «فلترة» يوتيوب آنذاك، فتحجب الصفحة، ويتم، من باب
الحيطة إبلاغ مندوبي الشركة في أوسلو عن رسالة خطيرة بثها مواطن نرويجي
تستحق أن تطلع عليها شرطة البلاد؟ أم أن التنقيب لا يحلو إلا في حقول
فلسطين فقط؟