صادف
يوم 24 مارس إحتفال اليوم العالمي لمكافحة مرض السل، وهو اليوم الذى اكتشف
فيه روبرت كوخ الجرثومة المتسببة فى الإصابة بالسل عام 1882، ونال عنها
جائزه نوبل سنه 1905، وكان ذلك الاكتشاف هو الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض
وعلاجه.
والسل مرض مزمن، ينتج عن العدوى بميكروبات تدعى عصيات كوخ
التي لا ترى بالعين المجردة، والتي يبلغ طولها جزء واحد من مليون جزء من
المتر، وأكثر الفئات التي تصاب بهذا المرض تتراوح أعمارها بين 15 و45
سنة.
وتحدث عدوى السل فى العالم بمعدل إصابه كل ثانيه، لذا فثلث
سكان العالم يحملون ميكروبات السل فى أجسامهم، فميكروبات السل بطيئه
التكاثر وتتكاثر خلال 18 ساعة، عكس غالبية البكتيريات التي تتكاثر في20
دقيقة فقط.
وتتحول العدوى إلى سل نشط في10% من الحالات فقط، بينما
تظل كامنه في90% من الحالات ولاتشكل خطوره على الأخرين، وتنشط بمعدل10 %
سنوياً حسب نقص المناعه.
وأشار الباحثون إلى أنه ليس بالضرورة أن
يصبح كل إنسان مصاب بالسل مريضاً، فالجهاز المناعي يغلف ميكروب السل ويقيد
حركته تماماً، إضافه إلى غلافه السميك، مما يجعل العدوى كامنة لسنوات، لهذا
فعندما تضعف مناعة الشخص المصاب تصبح فرص ظهور المرض أكثر.
وأكد
الأطباء أن أكثر الأشخاص عرضة للمرض هم الأطفال ومرضي الإيدز، لضعف جهازهم
المناعي، كما أن نصف المصابين به لا يلقون علاجاً فيموتون.
وتتوقع
منظمة الصحة العالمية أنه خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن
سيصبح عدد المصابين بالدرن بليون شخص أي حوالي سدس سكان العالم حالياً،
وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص.
طرق العدوى
السل
مرض معدي مثل الزكام، فهو ينتشر خلال الهواء، العدوى الأولى تصيب الأشخاص
ناقصي المناعة، وتنتقل العدوى من خلال المرضى المصابين بالسل الرئوي فقط،
فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسعال، العطس، الكحة، التكلم أو البصق،
يقومون بنشر الجراثيم، التي تعرف بعصيات السل في الهواء، ولكي تتم العدوى
يحتاج الشخص السليم أن يستنشق عدد صغير فقط من هذه الجراثيم، وأيضاً هناك
طريقة أخرى للعدوى عن طريق شرب الحليب الغير مبستر الذي يحوي عصيات تسبب
السل بالجهاز الهضمي.
وفي حالات قليلة تكون العدوى الأولية شديدة
وتتطور إلى سل جامح، يمكن أن يصيب أمكنة متعددة من الجسم، لكن في أغلب
الأحيان يشفى المريض من هذه الإصابة ويتحجر مكانها برواسب كلسية، وتبقى
الجراثيم محبوسة لمدة طويلة، وفي حالة ضعف الشخص أو أصيب بمرض سبب له
الهزال زالت الرواسب الكلسية، نشطت جراثيم السل من جديد مما يسبب للشخص ما
يسمى السل الثانوي، فيصاب بسعال شديد مزمن وضعف عام ونقص في الوزن وألم في
الصدر وأحياناً وجود دم مع البصاق والبلغم. وإن لم يتم علاج الشخص المصاب
بالسل النشط فأنه يقوم بنشر العدوى إلى 10 أو 15 شخص سنوياً.
أعراض السل
تظهر الأعراض المرضية في مرحلة من المراحل، على نسب تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسل وهي :
- السعال المصحوب بالدم.
- آلام في الصدر.
- قصر التنفس.
- فقدان الوزن.
- الحمى.
- الرعشة.
- الوهن.
ويصيب
السل غالباً الرئتين، ولكن من الممكن أن يصيب العقد الليمفاويه، والجهاز
العصبي، والعظام، والمفاصل، والجهاز البولي، والتناسلي، والجلد.
وأكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضي الإيدز لضعف جهازهم المناعي، ونصف المصابين به لا يلقون علاجاً فيموتون.
ومن
أسباب نقص المناعة ضد فيروس السل، الوجبات السريعة، وتلوث الهواء
والمخلفات الصناعية والتدخين وسوء التهويه والازدحام، بالإضافة إلى كثرة
استخدام المضادات الحيوية.
العلاج
يشخص مريض السل بواسطة
التصوير بالأشعة، وبالأعراض المميزة للمرض، وكذلك بوجود الجراثيم في البصاق
والبلغم عند فحصها بكتيريولوجيا .
وعندما يتم اكتشاف حالة سل
نشطة (بوجود الجرثومة في البلغم) يتم البدء بالعلاج الذي يجب أن يعتمد على
أدوية مضادة للسل تعطى بطريقة معينة وجرعات محددة. تصل أحيانا لتناول
المريض لأكثر من 40 قرص يومياً طوال مدة العلاج التي تستمر من 6 إلى 8 أشهر
.
وأكثر الأدوية المستخدمة لعلاج السل هي أيزونيازايد isoniazid ،
ريفامبيسين rifampicin ، بيرازيناميد pyrazinamide ، سبتربتوميسين
streptomycin ، إثامبيوتول ethambutol .
ويجب التنويه بأنه يوجد لهذا المرض لقاح يساعد على الوقاية ، وهو أول لقاح يعطى للأطفال بعد الولادة مباشرة.